« Home

القومي" حاول تفجير مكان احتفال كتائبي قبل 29 يوماً من اغتيال الحريري

القومي" حاول تفجير مكان احتفال كتائبي قبل 29 يوماً من اغتيال الحريري
وطوني منصور يعترف: أسعد حردان وجّه لي الأمر
المستقبل - الاربعاء 3 كانون الثاني 2007 - العدد 2491 - الصفحة الأولى - صفحة 1


في وقت يتابع فيه القضاء اللبناني تحقيقاته في ملف موقوفي "الحزب السوري القومي الاجتماعي" تكشفت معلومات في غاية الأهمية والخطورة في آن عن محاولة تفجير مكان احتفال كتائبي في الكورة مقرر ان يحضره الرئيس أمين الجميل والوزير الشهيد بيار الجميل ومئات المناصرين لحزب الكتائب اللبنانية، بأمر من النائب أسعد حردان، وذلك في مطعم "كايليون" في الكورة في 15 كانون الثاني 2005، أي قبل 29 يوماً على جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبعد ثلاثة أشهر على محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة، مما كان سيرفع عدد الجرائم والتفجيرات الى 16.
وكان الوزير الجميل قد اغتيل بالرصاص خلال هجوم مسلح على موكبه في محلة نيوجديدة في 21 تشرين الثاني الماضي.
وتفيد المعلومات بأن المسؤول الأمني في الحزب السوري القومي الاجتماعي طوني منصور قد اعترف في التحقيق بأنه، وبعدما حدّد حزب الكتائب موعداً لاحتفال يقيمه في الشمال بحضور الرئيس الجميل وابنه بيار في 15 كانون الثاني 2005، تلقى أمراً من النائب أسعد حردان بـ"فركشة" الاحتفال.
وإنفاذاً للأوامر، توجّه منصور مع مجموعة من مساعديه في 13 كانون الثاني 2005 أي قبل الاحتفال بيومين الى المطعم، حيث بدأ بزرع عبوة ناسفة تحتوي على 15 كيلوغراماً من مادة "تي.أن.تي" لكنه فوجئ بأن ساعة التوقيت التي أحضرها مشوبة بعيب تصنيعي، مما ألزمه إرجاء المهمة الى يوم آخر.
ويفيد منصور بأنه تقرر إعادة زرع العبوة الناسفة قبل ساعات على بدء الاحتفال، فتوجه الى المطعم برفقة مساعديه، لكنه فوجئ بأن طوقاً أمنياً قد ضرب على المكان قبل الموعد المحدد للاحتفال، مما أجبره على إلغاء مشروعه.
إلا أن التحقيق الجاري مع منصور ورفاقه لم يتوصل الى إجراء ربط جنائي يعتد به بين محاولة اغتيال الرئيس الجميل وابنه الوزير بيار التي تعطلت لأسباب خارجة على الإرادة في الشمال وبين جريمة الاغتيال التي ارتكبت في نيوجديدة غداة جولة حزبية للوزير الجميل على المحازبين الشماليين ووصفت بأنها أتت بنتائج ممتازة.
وجرى تكليف لجنة التحقيق الدولية برئاسة القاضي البلجيكي سيرج براميرتس معاونة القضاء اللبناني على كشف جريمة اغتيال الوزير الجميل.
ولم يعرف الإجراء الذي سيتخذه القضاء اللبناني حيال النائب أسعد حردان، بعدما ثبت توجيهه الأوامر لمنصور من أجل القيام بعملية تفجير كان من شأنها أن تؤدي الى مقتل قيادة الكتائب ومحازبيها.
ويقضي الدستور اللبناني بوجوب طلب رفع الحصانة عن النواب لملاحقتهم في جرم جزائي، في حال كان المجلس في دورة انعقاد. وقد انتهت مدة العقد العادي في نهاية كانون الأول الماضي من دون أن تفتح دورة استثنائية.
وكانت عبوات ناسفة بهذا الحجم قد انفجرت في مناطق عدة في المتن الشمالي والأشرفية وجونية والكسليك بين 18 آذار 2005 وبين 7 أيار من العام نفسه.
وفي إطار هذا التحقيق القضائي أيضاً، بيّن الخبراء الجنائيون أن الصواعق التي عثر عليها في منازل الموقوفين المنتمين الى الحزب السوري القومي الاجتماعي الى جانب مئتي كيلوغرام من مادة "تي.أن.تي" قد دخلت الى السوق اللبنانية خلال العام 2000، مما يدحض كل ما سبق ذكره عن أن المتفجرات والأسلحة تعود الى الثمانينات من القرن الماضي حين كان الحزب فصيلاً من المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب اللبناني.