حذار المسَ بالميثاق
بيروت في 15-1-2007
حذار المسَ بالميثاق
تتداول أروقة السياسة ،وسائل الأعلام ، بعض مراكز الأبحاث المشبوهة و أصحاب الفكر الألغائي في لبنان أفكاراً و مشاريعاً تمس بميثاق التعايش بين اللبنانيين بدءاً من الحديث عن الأعداد ضمن المذاهب وصولاً للحديث عن تعديل أتفاق الطائف ، لذلك:
أولاً : يهمنا أن نذكر أن
أ- لبنان ، بصيغته التعايشية القائمة و بتكوينه التعددي الحالي ، هو وطن صنعه المسيحيين وأراده المسيحيون مدخلاً إلى الحضارة و التحضر سابقين بذلك حتى أهم دول العالم الأول.
ب- لبنان يتقاسمه شعبين : الشعب الأرامي السرياني الذي يصادف أنه مسيحي ينتمي إلى الحضارة السياسية أي شعب مسيحي الحضارة ، أرامي القومية وسرياني اللغة . والشعب العربي الذي يصادف أنه مسلم ينتمي الى الحضارة الأسلامية أي شعب إسلامي الحضارة عربي القومية وعربي اللغة .
ت- تعددية لبنان هي تعددية حضارية وليست تعددية طائفية مذهبية وبالتالي فأن اعداد المذاهب و الطوائف لا قيمة له بالنسبة لنظام الحكم بين اللبنانيين الذي يقسم السلطة ، الواجبات و الحقوق مناصفة بين الشعبين الأرامي المسيحي و العربي المسلم .
ث- لبنان وطن رسالة لأنه فريد من نوعه بتطبيق ميثاق التعايش و ليس فريداً من نوعه بتكوينه الأثني و الحضاري إذ أن الكثير من دول الجوار كسوريا ، الأردن و العراق لها نفس التكوين التعددي إنما تحكمها فئة واحدة حولنها الى توليتاريات ارهابية تهز السلام العالمي اليوم .
ثانياً : يهمنا أن نؤكد
أ- على هوية لبنان الحضارية كبلد تعددي يعيش فيه شعبين متساويين في السلطة ، الحقوق و الواجبات .
ب- إذا سمي التعايش صيغة 1943 ، اتفاق طائف أو احب اللبنانيين أن يعدلوا صيغة تعايشهم ممنوع على أحد المس بالميثاق بل يجب على هذا التعديل أن يخدم لبنان الرسالة .
ت- إن أي محاولة للمس بميثاق التعايش ن أي بمبدأ المناصفة بين شعبي لبنان سيدمر لبنان و يحوله إلى توليتارية جديدة وبؤرِ فساد ٍ وإرهاب العالم كله بغنى عنه .
ث- إن أصحاب هذا الوطن الأساسيين ، أبناء الستة ألاف سنة حضارة على هذه الأرض ، لن يقبلوا أي إنتقاص من حقوقهم لحساب أي كان أكان داخليا أم خارجيا و لن يقبلوا التفريط بهذه الأرض التي دفعوا ثمنها الغالي و النفيس عبر العصور .
ج- على أننا ملتزمون إلى الأبد الميثاق الوطني حتى يقرر من ارتضيناه شريكاً النكس به .
ثالثا : اننا نحذر :
أ- إن أي مساس بحقوق شعبنا الأرامي السرياني و أي محاولة إغتصاب لقراره ، لهويته ، لحضوره و لحقوقه سيعتبر فكاً للشراكة التي منحت من قبلنا .
ب- إن أي محاولة لأنهاء لبنان الميثاق سيجابه من قبلنا باستعادتنا لحقنا كاملاً في إدارة شؤون هذا الوطن و تقرير مصير من يعيش على أرضه .
ت- إن محاولة التلطي خلف أي تغيير ديموغرافي ، طائفي ، أو حضاري لتغيير المعادلة في هذا الوقت أو في أي وقت كان هو أمر مرفوض جملة و تفصيلاً و سنجابهه و نمنعه مهما كان .
ث- بأن الميثاق الوطني الحالي ، أي مبداْ المناصفة الكاملة بين شعبينا ، هو الميثاق الوحيد المقبول و الذي لا رجوع عنه إلا بالطلاق ألذي لا يحمد عقباه .
ج- كل من تسول له نفسه ضرب المواطنية اللبنانية ، إستعمال أرض لبنان لإغراض تخدم الخارج ، محاولة إقامة دويلة ضمن الدولة ، محاولة السيطرة على لبنان لتحويله بؤرة فساد ، عراق أخر ، سوريا أخرى، أفغانستان أخرى أو أيران أخرى ، بأن الهوية اللبنانية ستنتزع منه وسيعامل معاملة اللاجيء على أرض وطننا وستعالج قضيته مع قضية باقي اللاجئين جميعاً.
التنظيم الآرامي الديمقراطي في لبنان